حفل تخرّج طلاب الجامعة اللبنانية الالمانية

2025-07-15 14:00:00
حفل تخرّج طلاب الجامعة اللبنانية الالمانية
أقامت الجامعة اللبنانية الألمانية (LGU) حفل تخرج طلابها لعام 2025 في صالة السفراء – كازينو لبنان، بتاريخ 9 تموز 2025، برعاية وحضور معالي وزير الثقافة البروفيسور غسان سلامه، وبمشاركة سعادة سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في لبنان، السيد كورت غيورغ شتكل-ستيلفريد، والملحق العسكري لدى السفارة، السيد كاي زيمرمن.
شارك في الحفل ممثل قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل ، العميد الركن إدغار شهوان، إلى جانب عدد من كبار الضباط ورؤساء الأجهزة الأمنية، وممثلين عن السادة النواب والأحزاب. كما حضر رئيس رابطة مخاتير كسروان وعدد من رؤساء النقابات، ومدراء المدارس الرسمية والخاصة، رؤساء الجمعيات والشركات، ومدراء المستشفيات، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعسكرية. وحضر أيضًا رئيس مجلس أمناء الجامعة وأعضاؤه، رئيس الجامعة البروفيسور سمير مطر، نائب الرئيس الدكتورة ماريان الحداد عضيمي، العمداء، والهيئتان الأكاديمية والإدارية، إلى جانب أهالي الطلاب الخريجين.
استُهلّ الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والألماني، ثم عُرض فيديو مميز يُبرز المحطات التي خاضها الطلاب خلال سنواتهم في الجامعة من مؤتمرات ومسابقات، إلى ورش عمل وبرامج تدريبية، مرورًا بالأنشطة المتنوعة التي أحيوا بها الحرم الجامعي.
بعد ذلك، ألقى الرئيس البروفيسور سمير المطر كلمة الجامعة، فأعرب عن شكره إلى الأهل مثنيًا على جهودهم وتضحياتهم الكبيرة في أحلك الظروف وأصعبها، والتي أثمرت عن ذلك الإنجاز. ثم دعا الطلاب إلى أن يروا في كل تحدٍّ فرصة للتألق، وفي كل أزمة اختبارًا للنجاح، وفي كل ضيق دافعًا يعزز صبرهم وإيمانهم.
كما حثّهم على العمل والمثابرة في استكمال دراسات متقدمة واختصاصات جديدة، مع الحفاظ على القيم والمبادئ الإنسانية التي غرستها فيهم الجامعة. ودعاهم إلى تحمل المسؤولية في أداء واجباتهم الوطنية والعائلية. ثم أثنى على الأساتذة والدكاترة المتخصصين الذين ساهموا، كلٌّ في مجاله، في وصول الطلاب إلى هذه المرحلة، كما أثنى على الجامعة ونجاحاتها وتقدمها على كافة الأصعدة، وبالأخص على صعيد شبكة العلاقات الدولية والبحث العلمي، التي تسعى دائمًا إلى تعزيزها مع أفضل الجامعات والمرجعيات العالمية.
تلاه رئيس مجلس أمناء الجامعة، الدكتور ألكسندر نجّار، الذي ألقى كلمةً مؤثّرة شدّد فيها على أنه "لا يكتمل أمرٌ عظيم بلا شغف". وقال: "هكذا نحن في الجامعة اللبنانية الألمانية، أغنينا طلابنا بشغف المعرفة، وبالإيمان بالتعددية ضمن الوحدة اللبنانية، وبالانفتاح القائم على التمسّك بالهوية والخصوصية. كما سلّحناهم بالرصانة التي يتميز بها الفكر الألماني، وبروح المثابرة التي يتحلى بها المجتمع الألماني، ذلك المجتمع الذي نهض من ويلات الحرب ليبني دولة حديثة ورائدة."وأكد أن على طلاب اليوم توظيف هذه الطاقات في سبيل تحقيق طموحاتهم والوصول إلى أحلامهم، مشيرًا إلى أن الجامعة اللبنانية الألمانية استطاعت أن تفرض حضورها بقوّة في الحقل الجامعي في لبنان، وتلعب اليوم دورًا رائدًا في عدد من الاختصاصات الحيوية كالعلاج الفيزيائي، التمريض، المختبرات والتغذية، تقنيات الأشعة والطب، بالإضافة إلى إدارة الأعمال، التأمين، التربية، والفنون.
بدوره هنّأ سعادة سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في لبنان، السيد كورت غيورغ شتكل-ستيلفريد، خرّيجي دفعة 2025، مشيدًا بجهودهم الكبيرة التي أوصلتهم إلى هذا الإنجاز. كما توجّه بالتحية للأهل الذين قدّموا الدعم والتشجيع طيلة سنوات الدراسة. وأكّد السفير أن خريجي هذه الدفعة يواجهون تحديات سياسية واقتصادية دقيقة، لكنّ دراستهم في الجامعة اللبنانية الألمانية ستمنحهم القدرة على اتخاذ قرارات صائبة مبنية على المعرفة والخبرة العملية، مشيرًا إلى التوازن اللافت بين التعليم النظري والتطبيق العملي في مناهج الجامعة، وهو ما لمسه خلال زيارته لها معتبرًا أن هذا التوازن يُجسّد جوهر المنهج الألماني القائم على الربط بين الفكر والممارسة. وختم السفير كلمته باقتباس من المفكر الألماني غوته: "ليس كافيًا أن تعرف، يجب أن تطبّق. وليس كافيًا أن تريد، يجب أن تفعل"، مهنئًا الخريجين على نجاحهم، ومتمنيًا لهم مستقبلاً واعدًا سواء في لبنان أو خارجه، ولا سيما في ألمانيا التي ترحب بالكفاءات الشابة والطموحة.
وتلت ذلك كلمة راعي الحفل، معالي وزير الثقافة البروفيسور غسان سلامه، الذي استهلّها بتأثرٍ بالغ، مستذكرًا اللقاء الذي جمعه قبل 23 عامًا مع الدكتور فوزي عضيمي، مؤسس الجامعة اللبنانية الألمانية وصاحب الرؤية التي انطلقت منها. وأشار إلى أن الراحل زاره آنذاك ليشاركه حلمه بإنشاء جامعة تعتمد الأساليب التعليمية الألمانية، وتجمع بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي. ولفت معاليه إلى أنهما ناقشا حينها إمكانية التعاون لتحقيق هذه الرؤية، لكنه لم يتمكن من المتابعة بسبب تعيينه في مهمة خارج لبنان. وأضاف معاليه أنه، وبعد مرور أكثر من عقدين، شعر بسعادة عميقة وهو يصفّق للطلاب الخريجين، وقد رأى بأمّ عينه كيف تحوّلت تلك الرؤية الجريئة إلى حقيقة ناصعة، مجسّدة في الجامعة اللبنانية الألمانية. ووجّه معاليه كلمة تهنئة إلى الخريجين، مشيدًا بإصرارهم على التخرّج رغم التحديات الاقتصادية والمالية الصعبة. ودعاهم إلى أن يكونوا أوفياء لأهلهم الذين ضحّوا من أجلهم، ولجامعتهم التي منحتهم الكثير، ولبلدهم لبنان الذي يحتاج إلى طاقاتهم وكفاءاتهم. كما حضّهم على التمسك بأحلامهم، والتمتع بالجرأة في آمالهم وطموحاتهم، لأن الحياة تنتظرهم وهم على أعتاب فصل جديد: "هذه الدولة التي نسعى إليها، لأن تكون وفق هذه المعايير، هي في حاجة إليكم، وإلى حماستكم، لتغيير الأُمور وليس فقط الحفاظ عليها. لذا كونوا على مُستوى عالٍ من الجُرأة في آمالكم ومُتطلباتكم من أنفسكم ومن وطنكم، والجرأة في أحلامكم، لأن الحياة أمامكم وتنتظركم".
بعد ذلك، أحيت أيقونة من أيقونات الفن العربي، الفنانة ليال نعمة، فقرةً موسيقيةً أبهرت الحضور بأدائها المميز وصوتها العذب. ثم جرى تسليم الشهادات إلى الخريجين وسط أجواء من الفخر والفرح.
وقدّمت الجامعة اللبنانية الألمانية، ممثلةً بنائب الرئيس الدكتور ماريان الحداد عضيمي ورئيس مجلس الأمناء الدكتور ألكسندر نجار، درعًا تكريميًا لكلّ من معالي وزير الثقافة البروفيسور غسان سلامه، وسعادة سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية في لبنان، السيد كورت غيورغ شتكل-ستيلفريد، تقديرًا لدعمهما المستمر.
كما ألقت الطالبة كريستين بشير من كلية إدارة الأعمال والسياحة كلمةً باسم المتخرجين، عبّرت فيها عن مشاعر الامتنان والفخر، تلتها الطالبة كارلا طايع التي أدّت قسم اليمين عن خريجي قسمي العلاج الفيزيائي والتمريض.
وفي ختام الحفل، قُطع قالب الحلوى وسط تطاير القبّعات في السماء، في لحظة رمزية معبّرة عن بداية فصل جديد في حياة الخريجين.